الحاسوب.. وسيلة التعلم الفاعلة

اقتحم الحاسوب جميع مجالات الحياة، ولم يعد ثمّة ما هو غير محوسب، وعليه فإن من الخطر عدم الإلمام بالحاسوب والحوسبة، ومن الخطر على الأجيال أن لا تشرع بالتفكير الحاسوبي، والذي هو من أسباب نجاح المرء والمؤسسة الصغيرة والكبيرة والمحال التجارية والمدارس والجامعات... والدولة عموما.
إن التطور التقني الذي يسود العالم اليوم يحتم علينا السير سريعا في جعل الحاسوب إحدى الصفات لنمط حياتنا وأحد مكونات أعمالنا وقراراتنا بشتى أنواعها.
والأطفال أهم حلقات الحوسبة، فما هو اليوم إضافة مقحمة في ثقافة جيل الكبار في السن، هو عبارة عن جزء من تفكير الصغار تقوم عليه ثقافتهم وأسس تفكيرهم.
والحاسوب أصبح وسيلة التعلم الفاعلة الذي غيَّر الكثير من عادات الدراسة رغم تعدد الوسائل التعليمية وتنوعها حيث يعدّ الأكثر تأثيرا والأكثر توظيفا خاصة بعد إعادة صياغة الأدوار التي ينهض بها كل من المعلم والكتاب وغرفة الصف لتواكب التطورات التعليمية.
ويعدّ الحاسوب من الركائز الأساسية التي تستخدم في العملية التعليمية في عدة مجالات مثل مجال المدرسة الإلكترونية، حيث ترتبط ارتباطاً مباشراً بشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) فتقدم المعلومات على هيئة صفحات تعليمية، إضافة إلى ربط جميع أقسام المدرسة الإدارية والفنية بشبكة داخلية وخارجية تقدم المعلومات للإداريين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
يستخدم الحاسوب أيضا في مجال المكتبة الإلكترونية حيث تحتوي على أوعية من المعلومات المخزنة على وسائط ممغنطة تتوفر للمتعلمين عن طريق الاتصال المباشر أو عبر نظام الأقراص المدمجة.
إن توفر الحاسوب للمتعلمين يمكنهم من التعلم الذاتي حيث يساعد على حصولهم على المعلومات في حالة وجود المعلم أو عدم وجوده، شريطة أن يكون هذا الحاسوب مرتبطا بشبكة الانترنت، وأن تكون المناهج الدراسية مصممة بحيث يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بنفسه.
إن استخدام الحاسوب يجعل التعليم أكثر جاذبية ومتعة من خلال توفير الألوان والصور .
و من فوائده أيضا انه يوفر الوقت والجهد على المعلم والطالب، حيث يمكنهم من تخزين كميات هائلة من المعلومات على أسطوانة صغيرة.
ويساعد الحاسوب أيضا في عمليات التقويم الذاتي، و يمكن الطلبة الضعاف من تصحيح أخطائهم دون إحراج ويعزز التعلم وذلك من خلال برمجة مواد المنهاج الدراسي.
يجب تأهيل وتدريب المعلمين ليحسنوا توظيف هذا النمط من التعليم في تنويع أساليب تقديم المعلومات، ومساعدة الطالب في التعليم في جميع المباحث خاصة العلوم، حيث يستخدم في عرض التجارب وخصوصاً تلك التي يشكل عرضها في المختبر خطورة وفي بناء الاختبارات وعمل سجلات للطلبة من أجل مواكبة التطور التقني الذي يسود العالم.
إن توفير مختبرات حاسوب كافية ومتطورة، وتدريب المعلمين وتأهيلهم على توظيفها بما يخدم المناهج، وإتاحة الفرصة للمتعلمين لاستخدامها بمنهجية علمية مهمة تقع على عاتق الإدارة المدرسية لتخطو خطوة مهمة في سبيل تحقيق مخرجات تربوية تامة.